أنت تسأل ولجنة الفتوى بالأزهر تجيب.. 18 سؤال منها: هل يجوز توزيع الميراث وأنا حيّ على أولادي؟
- ما حكم ارتداء الرجال خاتما من فضة؟
تجيب لجنة الفتوى بالأزهر الشريف:
اتفق الفقهاء على جواز تختم الرجل بخاتم الفضة، لما رواه أبو داود عن أنس بن مالك (رضى الله ع)نه قال : ” أراد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن يكتب إلى بعض الأعاجم، فقيل له: إنهم لا يقرءون كتابا إلا بخاتم، فاتخذ خاتما من فضة ونقش فيه : محمد رسول الله “, ويذكر الحافظ المنذرى زيادة على هذا فى رواية: فكان فى يده حتى قبض، وفى يد أبى بكر حتى قبض، وفى يد عمر حتى قبض، وفى يد عثمان فبينما هو عند بئر إذ سقط فى البئر فأمر بها فنزحت فلم يقدر عليه.
واختلف الفقهاء فى الوزن الذى يجوز للرجل أن يلبس الخاتم والراجح أنه لا يزيد على مثقال وهو وزن الدينار مقدار 4,25 جرام لما روى أبو داود أن ” رجلا سأل النبى (صلى الله عليه وسلم) قائلا : من أى شىء أتخذه؟ – يعنى الخاتم – فقال صلى الله عليه وسلم : “اتخذه من ورق، ولا تتمه مثقالا” ويكره لبس الخاتم فى سبابة ووسطى للنهى الصحيح عن ذلك.
وبناء عليه وخلاصة القول فيجوز لك لبس الخاتم بالضوابط المتقدمة.
صيام الجمعة
بدأت صيام الاثنين والخميس والجمعة من كل أسبوع ولكن أحد أصدقائى قال لى حرام أن أصوم الجمعة مع الاثنين والخميس فهل هذا صحيح؟
من سنة النبى (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) صوم يوم الاثنين والخميس كما ثبت ذلك فى الحيث الصحيح وأما يوم الجمعة فقد قال (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) “لا تَصُومُوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ مُتَعَمِّدًا، وَلَكِنْ صُومُوا قَبْلَهُ بِيَوْمٍ أَوْ بَعْدَهُ بِيَوْمٍ”.
فمن أين جاء صديقك بتحريم صومه، وأنت تصوم يومًا قبله وهو الخميس إذا أردت أن تصوم يوم الجمعة مع صومك للاثنين والخميس فهذا جائز . والله أعلم
الشراكة فى النذر
نذرت بذبح خروف صدقة إذا تعافت زوجتى ونذرت أمى بذبح خروف صدقة فى موضوع آخر فهل يجوز اشتراكنا فى نفس النذر أم لا ؟
النذر هو أن يوجب المكلف على نفسه أمراً لم يلزمه به الشارع والناذر يلزمه ما سمى إذا كان فيه طاعة وتقرب إلى الله تعالى، ولا يجوز تغييره مادام الوفاء به على الوجه المنذور ممكنًا، لما روته عائشة رضى الله عنها عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصى الله فلا يعصه. أخرجه البخارى وأصحاب السنن وأحمد ومالك. فعلى السائل أن يوفى بنذره على الوجه الذى نذر به وعلى الأم أن توفى بنذرها على الوجه التى نذرت به.
الحى لا يورث
هل يجوز توزيع الميراث وأنا حى على أولادى؟
تقسيم التركة إنما هو تقسيم شرعى بين الشارع كيفية تقسيمه ولم يجعلها للوارث، أما إذا قسم الإنسان ما بيده من أموال بين أولاده، فينظر: فإن كانت هذه القسمة مجرد كلام، والمال باق بيده حتى توفي، فهى قسمة باطلة، فإن الحى لا يورث، ويقسم المال على الورثة حسب التقسيم الشرعى، أما إن كانت بأن ملك كل واحد منهم شيئا على جهة الهبة الشرعية المستوفية لشرائطها من الإيجاب والقبول والإقباض أو الإذن فى القبض، ودون قصد الإضرار بأحد من أقاربه الورثة، وقبض كل من الأولاد الموهوب لهم ذلك، وكان ذلك فى صحة الواهب وعدم مرضه مرض موت؛ جاز ذلك، وملك كل منهم ما بيده.
إخراج الزكاة مقدما
هل يجوز إخراج زكاة المال قبل انتهاء الحول بعدة شهور؟ وهل يجوز توزيعها لأكثر من شخص؟
أجاز جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة تعجيل إخراج الزكاة قبل وجوبها وذلك لأن النبى صلى الله عليه وسلم تسلف من العباس رضى الله عنه زكاة عامين” واشترطوا لجواز ذلك أن يكون النصاب موجودا، فلا يجوز تعجيل الزكاة قبل وجود النصاب.
ويجوز لك أن تخرجها لأكثر من فرد وعلى فترات متباعدة بشرط أن ينقضى الحول وقد أخرجت زكاتك دون تأخير. وعليك أن تحسب على ما غلب على ظنك من مال متوقع وجوده عند انتهاء الحول فإذا انقضى الحول حسبت ما أخرجت، فإن نقص عن الواجب عليك أخرجت الباقى.
كيفية الخشوع
أثناء الصلاة أفكر فى أشياء كثيرة فماذا أفعل كى أكون خاشعًا فى صلاتى؟
من علامات الخير حرصك على تمام صلاتك وأدائها على الوجه المطلوب شرعًا، وقد امتدح الله تعالى عباده المؤمنين بقوله “قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِى صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ” وقال سبحانه “وقوموا لله قانتين”، وقال سبحانه فى شأن الصلاة “وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين” وقد قال صلى الله عليه وسلم ” إن الرجل لينصرف – عن صلاته – ما يكتب له منها إلا عشرها، تسعها، ثمنها، سبعها، سدسها، خمسها، ربعها، ثلثها، نصفها” رواه أبو داود وهو حديث حسن.
وإليك بعض الوسائل المعينة على الخشوع فى الصلاة :
معرفة صفة صلاة النبى (صلى الله عليه وسلم) من واجبات وآداب وهيئات وأدعية وأذكار، وأن تحرص بعد المعرفة على التطبيق التام لها ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم “صلوا كما رأيتمونى أصلى “، ويمكنك قراءة كتاب (صفة صلاة النبى صلى الله عليه وسلم من التكبير غلى التسليم كأنك تراها، لمؤلفه محمد ناصر الدين)، وكتاب (تعظيم قدر الصلاة لمحمد بن نصر المرورى).
المجاهدة والمثابرة على الخشوع فى الصلاة ولذا قال سبحانه وتعالى “والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا”، وقال صلى الله عليه وسلم ” إنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم”.
استحضار عظمة الله تعالى وجلاله وعلوه على خلقه وأنك تقف بين يديه عبد بين يدى سيده ومولاه.
إذا عرض لك شيء يشغلك فى صلاتك فاتفل (هواء مع ريق خفيف يشبه الرذاذ) عن يسارك واستعذ بالله من الشيطان الرجيم فإنه ينصرف عنك بفضل الله تعالى.
نفقة الزوجة المريضة
على من تجب النفقة على الزوجة حال مرضها فى بيت زوجها: على الزوج أم أهل الزوجة؟
الزوجة المريضة تجب لها النفقة على زوجها عند الأئمة الأربعة. قال ابن عابدين (حنفي): اعلم أن المذهب المصحح الذى عليه الفتوى وجوب النفقة للمريضة قبل النقلة أو بعدها. حاشية ابن عابدين.
وقال النفراوى (مالكي): المدخول بها تجب لها النفقة مطلقا على الزوج البالغ الموسر، سواء كان حرا أو عبدا- لا يوجد الآن -، سواء كانت صغيرة أو كبيرة، صحيحة أو مريضة. الفواكه الدواني.
وقال الشافعى رحمه الله تعالى: ولو كانت مريضة لزمته نفقتها. انتهى من الحاوى فى الفقه الشافعي.
قال البهوتى – وهو حنبلى -: فتجب النفقة حتى ولو تعذر وطؤها لمرض أو حيض أو نفاس.
الإيلاء وكفارته
ما هو الإيلاء وما كفارته ؟
الإيلاء هو أن يحلف الرجل ألا يقرب زوجته أربعة أشهر فأكثر وحينئذ فإن رجع وفاء قبل مرور الأربعة أشهر حنث فى يمينه فعليه كفارة يمين، فإن أصر على ترك قربانها فإنه يمهل أربعة أشهر فما أن يرجع إلى زوجته ويقربها ويكفر عن يمينه وإما أن يطلقها رفعًا للضرر عنها قال تعالى “للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر فإن فاءوا فإن الله غفور رحيم * وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم”.
وجوب الصدقة
متى تجب الصدقة وهل يجوز إخراجها للأقارب؟
تجب الصدقة إذا نذرها المرء فتصير نذرًا يجب الوفاء به، أو إذا كانت زكاة. وأما حكم إخراجها للأقارب: فالأقارب قسمان، الأول: قسم تجب على الإنسان نفقته كالأبوين والأولاد والزوجة، والإجماع على أنه لا يجوز إعطاؤهم من الزكاة، لأن المفروض فى المزكى أن ينفق عليهم النفقة الكافية. والثاني: قسم لا تجب عليه نفقته، كالعم والخال والعمة والخالة. وقد اتفق الفقهاء على جواز إعطاء الزكاة للقسم الثاني، بل هم أولى بها من غيرهم، لأنها تكون زكاة وصلة رحم فى وقت واحد كما رواه أحمد والترمذى وحسنه، عن النبى صلى الله عليه وسلم “الصدقة على المسكين صدقة، وعلى ذى الرحم ثنتان، صدقة وصلة”.
زواج الأخ
أخى ليس ميسور الحال ويريد الزواج فهل إعطاؤه مبلغا من المال فى إعداد شقة لزواجه يعد صدقة جارية ؟
نعم أيها الأخ السائل مساعدتك لأخيك فى زواجه من أعظم أعمال البر تجاهه؛ لكونه أخاك وقريبًا منك ويحتاج للمساعدة، فعفته وابتعاده عن الحرام فى ميزان حسناتك بإذن الله تعالي، ولك أجر الصدقة وأجر القربة قال صلى الله عليه وسلم “صدقتك على ذى رحمك صدقة وصلة”.
الصُفرة والكدرة
هل يجوز لى الصلاة والجماع أثناء نزول إفرازات غامقة اللون قبل الدورة الشهرية؟
الحيض هو دم طبيعى يخرج مع الصحة من غير سبب ولادة يعتاد أنثى إذا بلغت فى أوقات معلومة –ويرى بعض الفقهاء أن الصفرة والكدرة فى غير أيام الحيض ليستا بحيض وهو قول الأحناف والحنابلة، واستدلوا بقول “كنا لا نعد الصفرة والكدرة بعد الطهر شيئاً” وذهب المالكية والشافعية إلى أنهما حيض.
وقال الحنفية: ألوان الدم ستة: وهى السواد والحمرة والصفرة والخضرة والكدرة والترابية. وفقًا لذلك ينبغى اعتبار نفسك على طهارة وأما ما ينزل فيعد استحاضة عليكِ أن تصومى وتصلى لكن مع وضوء لكل صلاة.
سهو الإمام
ما حكم إمام يصلى صلاة الجمعة فقام للإتيان بركعة ثالثة؟
إذا سها الإمام فى صلاة الجمعة فقام ليأتى بركعة ثالثة فتذكر بعد قيامه أو ذكره الناس فعليه أن يعود ليأتى بالتشهد من فوره وليسجد سجدتى سهو.
نفقة الأم لأولادها
أم تتهم بنتها المطلقة ومعها طفل بسرقة مبلغ من البيت وطردتها من البيت فما الحكم؟
الأصل فى المسلم البراءة، ولا يجوز اتهامه بشىء إلا إذا ثبت ذلك عن طريق الإقرار أو البينة، وهى إما إقرار المتهم، أو شهادة الشهود العدول، وحيث لم يوجد شىء من ذلك، فلا يجوز اتهامه، ويجب على الأم إيواء ابنتها وولدها حتى يوسع الله عليها. فالأم يجب عليها أن تنفق على أولادها إذا كانوا معسرين ولا مال لهم ولا كسب يقوم بكفايتهم، وهذا إذا لم يكن أبوهم حيًا أو كان معسرًا. وعليه فإذا وجبت النفقة على الأم وامتنعت عنها فهى آثمة، قال ابن قدامة رحمه الله: يجب على الأم أن تنفق على ولدها إذا لم يكن له أب، وبهذا قال أبو حنيفة والشافعى.. فإن أعسر الأب وجبت النفقة على الأم ولم ترجع بها عليه.
متى يرث الأعمام؟
توفى رجل وهو وحيد ليس له إخوة أو أخوات ووالداه متوفيان وله زوجة وأعمام وخالات فقط فكيف توزع التركة؟
إذا كان الحال كما ورد بالسؤال, فللزوجة ربع التركة فرضًا، بعد سداد الدين إن وجد، وأداء وصية الميت إن كانت، لقوله تعالى ” وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ”.
والباقى يعطى للأعمام بالتساوى بينهم تعصيبا, لقوله صلى الله عليه وسلم “ألحقوا الفرائض بأهلها فما بقى فلأولى رجل ذكر”.
ولا شىء للخالات كونهن من ذوات الأرحام، لسن أصحاب فرض ولا عصبة.
الصلاة عن الميت
هل تجوز الصلاة عن الميت؟
الصلاة لا تسقط عن الميت ولا تبرأ ذمته منها بفعل غيره؛ لأنها فرض عين، وهى من العبادات البدنية الخالصة فلا ينوب فيها أحد عن أحد بخلاف الصدقة. واختلاف الفقهاء فيمن يصلى نوافل ويهب ثوابها للميت فقال بعضهم: يصل الثواب للميت متى وهب له المصلى، وقال بعضهم لا يصل، وبناءً على الأول فإنه لا مانع من صلاة النافلة وهبة ثوابها للميت.
دفع المؤخر بعد الطلاق
هل يجب دفع المؤخر بعد الطلاق للزوجة علما بأنه تم الاتفاق على أخذ جميع الأثاث وإبراء الزوج من المؤخر والنفقة أمام المأذون مع العلم أنها طلبت الطلاق؟
لجنة الفتوى بالأزهر: مؤخر الصداق دين فى ذمة الزوج؛ لأقرب الأجلين الطلاق أو الوفاة، ولا يسقط هذا الدين إلا بالأداء أو الإبراء – الحالة المسئول عنها – تعتبر طلاقا فى مقابلة مال، ولا تعتبر خلعا، والطلاق فى مقابلة المال يترتب عليه أثران: وقوع الطلاق البائن، ولزوم المال، ويملك الزوج هذا المال قضاء بالغًا قدره ما بلغ، لأن الزوج أسقط حقه فى الزوجية مقابل عوض التزمت به الزوجة برضاها، وهى أهل لالتزامه وعلى هذا فإذا ثبت صحة الطلاق على المال، فلا يحق للمرأة مؤخر الصداق إن كانت قد أبرأت مطلقها منه.
نهاية الخدمة..تدخل فى الميراث
رجل توفى وصرف لأهله مبلغًا من المال بعد وفاته من إحدى المؤسسات فهل هذا المال داخل فى الميراث؟
تقول لجنة الفتوى بالأزهر: التركة هى كل ما يتركه الإنسان من مال أو حق ثابت، فإذا قامت الجهة التى تعطى المعاش بصرف مكافأة نهاية الخدمة فإنها تدخل ضمن الميراث، يقسم بين جميع الورثة، أما ما يصرف لبعض الورثة خاصا بهم كالمعاش الشهرى فإنه خاص بمن يصرف إليهم فقط لا يشترك معهم غيرهم، ولذا يجب العمل بنظام الهيئة التى تقوم بالصرف.
الصدقة للوالدين
هل تقبل الصدقة على الوالدين؟
أخى الكريم عليك أن تتفقد حالة والديك ولا تدعهما يحتاجان إلى شىء، فإن كنت تفعل ذلك وأردت أن تعطيهما من الصدقة غير الواجبة من باب التوسعة عليهما فذلك جائز، بل هو أفضل، لقول النبى – صلى الله عليه وسلم – قال: “الصدقة على المسكين صدقة، وهى على ذى الرحم اثنتان: صدقة وصلة”.
شكرا علي النشر لهذه الفتاوي القيمة نطالب بالمزيد